الإحتفال بمئوية الدولة الأردنية الهاشمية
5.00 out of 5
على يد أصحاب الشرعية الدينية والتاريخية ، تجلت عظمة الإنجاز عبر التاريخ بمواقف مشرفة رفعت راية الإسلام والعروبة عاليًا ، وامتدادًا لمبادئ الثورة العربية الكبرى الخالدة تشكلت إمارة شرق الأردن عام 1921 ؛ لتكون نواة وقلبًا نابضًا للعروبة متبنية كل القضايا العربية والإسلامية .
منذ ذلك التاريخ وهذه الدولة بقيادتها الهاشمية الفذة ابتداء من المغفور له جلالة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين إلى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين -حفظّه الله ورعاه- وهي تكافح في الحفاظ على كيانها ومواطنيها واستقرار إقليمها المحيط بها .
فهذه الدولة وقيادتها التي عانت وعملت بجد وبنت ودافعت عن حدودها وقضايا أمتها بكل شرف وأمانة ، تحملت الكثير من الأعباء السياسية والعسكرية والاقتصادية ؛ على الرغم من قلة الإمكانيات والموارد وكثرة التحديات والمؤامرات، واستطاعت أن تقوم بدور كبير في تنمية قدرة الأردنيين ورفع مستوى معيشتهم، ودعم أبناء أمتنا العربية والوقوف مع قضايانا القومية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
فمن بدايات متواضعة جدا في بناء المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية وسيادة القانون والبنية التحتية والاقتصاد والتعليم والصحة والزراعة والمياه، إلى مستويات يشهد لها العالم في كافة نواحي الحياه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على الرغم من التحديات المالية والاقتصادية الحالية والتي يعود جزء كبير منها إلى تحمل الأردن مسؤوليات إنسانية كبيرة حيال اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل ، بالإضافة إلى كلف محاربة الإرهاب التي أرهقت كيان الدولة الأردنية .
فالاحتفال ليس أردنيا فقط، بل احتفال عالمي بدولة تدعو للسلام بين الأمم وتستقبل ملايين اللاجئين وتحارب الإرهاب، وعلى الرغم من ضيق الحال، فدولتنا العميقة بقيادتها وسياستها الرزينة ودبلوماسيتها المبنية على احترام الجوار وحقوق الإنسان والقانون الدولي وقبول الرأي والرأي الاخر، لم تجر مواطنيها إلى حروب الهلاك والفشل والفقر، ولم تدخل بمشاريع إقليمية دموية وهدامة، بل ساعدت منطقة الشرق الأوسط بأكملها على الأمن والاستقرار النسبي.
وفي هذا السياق لا بد لنا أن نستذكر بالشكر والعرفان من كان له دور في بناء الدولة الأردنية - التي نفتخر بها - من ملوك وأمراء آل هاشم الكرام بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين - حفظه الله ورعاه - إلى الشعب الأردني العظيم.
ونستذكر بكل معاني العز والفخار شهداء الأردن الذين قدموا أرواحهم في سبيل رفعة وقوة وطننا الغالي وقضايا الأمة
(نسأل الله تعالى لهم الرحمة والغفران)
فلتحتفل أيها العالم بمئوية الدولة الأردنية ؛ لأن العالم قد يحتاج مئة عام أخرى لولادة دولة جديدة تقدم ما قدمه الأردن لمواطنيه وللقيم الإنسانية والعالم.
حمى الله الأردن وشعبه وقيادته الحكيمة .
More